الجمعة، 5 أكتوبر 2012

كيف وصلنا .......

تاريخ نشوء الاحرف العربية






أبجدية الحرف المسند.


هناك ثلاث تفسيرات تتحدث عن إنقلاب وتغيير في شكل واستخدام الأبجدية إلى إتباع الخط العربي الحديث وتلك التفسيرات هي :

<  تفسير البلاذري :

جاء في كتاب المؤرخ العربي البلاذري أن الخط العربي قد تم إنشاءه من قبل ثلاثة أشخاص اجتمعوا في الحيرة فوضعوا الأحرف الهجائية العربية مستمدينها من النبطية القديمة ، حيث يذكر :

حدثنا عباس بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن جده، وعن الشرقي بن القطامي قال: اجتمع ثلاثة نفر من طيء ببقة وهم مرا مر بن مرة وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية. فتعلمه منهم قوم من الأنفار ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل الأنبار. وكان بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي ثم السكوني صاحب دومة أتجندل يأتي الحيرة فيقيم بها لحين، وكان نصرانياً. فتعلم بشر الخط العربي من أهل الحيرة.

<  تفسير اعلام النبلاء :

قيل لأبي سفيان ممن أخذ أبوك الكتابة قال من ابن سدرة وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مرة قال وكانت لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة غير متصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب قلت هذا فيه نظر فقد كان بها خلق من أحبار اليهود يكتبون بالعبراني
سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 319


<  النظرية الحديثة :

أن الأبجدية العربية الحديثة أتت من تطور الحرف النبطي : وتبين لنا أن الأنباط الذين يعود تاريخهم إلى القرن السادس قبل الميلاد والتي بدأت مملكتهم في 85 ق م إلى 106 م والتي إمتد حكمهم الجغرافي كما هو موضح في الخارطة ادناه






كما تعرفنا على أبجديتهم ووضحناها في بحث الأنباط . ونجد أن الغساسنة الذين استعادوا مملكتهم من الأنباط, اجروا تطوير على الكتابة النبطية، إذ قاموا بتوصيل الحروف بعضها ببعض تماماً كما يفعل الأشوريين في كتابتهم فنتج معهم الخط العربي الجديد.

إن بعد التدقيق في النقشين الشهيرين نقش إمرؤ القيس العائد لعام 338 م ونقش أم الجمال العائد لعام 528 م يتبين لنا التالي :


نقش إمرؤ القيس


نقش أم الجمال

لقد حاولنا أن نجزئ الأحرف الموجودة على النقش وقارنها بالأبجدية النبطية فنتج التالي :



الأبجدية رقم واحد لقد أخذت من نقش إمرء القيس, لاحظ أنها هي ذاتها الأحرف النبطية مع اختلاف بسيط بطريقة كتابة بعض حروفا كحرف الياء في نهاية الكلمة وحرف الشين والهاء.

كما تبين لنا أيضاً أن حرف الدال والذال فيهم نوع من الإختلاف البسيط الشبيه بحرف الكاف في كلمة (عكدي)


(عكدي) .

وإن غياب حرف الضاد والطاء والظاء والذال والثاء من النقش, ما جعلنا نقع في حيرة في كيفية اختيار تلك الحروف.

كما لاحظنا أنه هناك همزة يستخدمها الغساسنة في كتابتهم وهي تشبه الفاصلة ’ وهذا دليل على أن الخط العربي الجديد هو ذاته الخط النبطي القديم ولكنه متصل.
كما أن نقش أم الجمال الذي كتب اسم جذيمة نلاحظ أن التاء المربوطة “ـة“ قد اخذت من الأحرف الأشورية بدلاً من الأحرف النبطية التي تفتقر لذلك الرمز الذي لم يكن واضحاً في كلمة (مدينة) التي كتبت (مدينت),


جذيمة

حاول مقارنة حرف ال (ــة ) مع الأبجدية الأشورية ستجد تطابق في الحرف.


كما نلاحظ أن الشين والسين كتبت بشكل واحد ولكننا إذا دققنا لوجدنا أن الشين تختلف عن السين بإنحناء مدتها :



ولقد تبين لنا أنه قد جاءت فكرة توصيل الأحرف من الأشوريين الذين بدأوا بتوصيل حروفهم من عام 200 ق م كما في الشكل التالي :


نقش بالأبجدية الأشورية ذات الأحرف الموصلة



مخطوطة أشورية تعود إلى عام 124 ق م




كما تبين لنا أن حرف الصاد والضاد هم حروف قد اخذت من أبجدية أخرى موجودة في بلاد ما بين النهرين تدعى بالأبجدية المندائية :




الأحرف المندائية في جنوب الكوفة.


نستنتجد من هذه الأبجدية أن أصل حرف الصاد والضاد, والحاء والفاء وإنقلاب السين بشكل أفقي بدلاً من الشكل العامودي النبطي.

ولكن من الذي فعل هذه الإضافة ؟
إذا عدنا إلى النظرية الأولى التي تتحدث عن اجتماع ثلاثة أنفار من طيء بمدينى "بقة" وهم "مرا مر بن مرة" و "أسلم بن سدرة" و "عامر بن جدرة" فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية النبطية على هجاء السريانية. نجد أن هذه الحادثة قد وقعت بعد أن تعرفوا على الخط النبطي الموصل, وأن الإضافات التي أضيفت للأبجدية العربية الجديدة كانت متعلقة ببعض الحروف كما أن وضع النقاط على بعض الحروف لتميزها عن بعضها البعض كان من أهم الخطوات التي أدت إلى ولادة الخط العربي الجديد في مدينة الكوفة في الحيرة فنتج الخط الكوفي الجديد.


ونرى أنه من أسباب انتشار الأبجدية الأشورية في العالم العربي هو بسبب نشر الديانة المسيحية عبر المبشرين الدينيين السريان في بلاد ما بين النهرين والجزيرة العربية, ومصر والسودان والحبشة, وأنه عندما اختار كتاب القرىن كتابة الحرف النبطي، كان الامر قاصرا على الصدفة وحدها، وحسب قدرة الكتاب والنساخ، ليستقر الإسلام فيما بعد على الخط النبطي الموصلي الذي جرت تسميته بتسمية الخط العربي الكوفي وخط القرآن. ومع انتشار الاسلام في بلدان الحضارة الارامية والاشورية والنبطية حيث تتشارك مع العرب بالجذر اللغوي اضطروا الى تبني الحرف الجديد، ووصل الامر بالبلدان المفتوحة الاخرى مثل فارس والهند، والتي تتكلم لغة اخرى تماما، الى ان تتبنى الحرف العربي الجديد، مع الاحتفاظ بلسانهم الهندواوروبي، على الرغم من ان الخط العربي لايناسب لغاتهم، الامر الذي دعاهم الى إضافة حركات اخرى غير موجودة بالعربية.


كتابات منغولية بعد الإسلام



بعد الإسلام




عملة ساسانية كتب عليها بسم الله بعد الإسلام



عملة أموية من طبرية الغسانية




عملة أضيف عليها كلمة نجد


عملة مكتوب عليها بالحرف المسند العربي القديم
يعتقد أنها لملك الغساسنة الحارث



عملة غسانية للملك وشقيقته أي زوجته



عملة منغولية بعد الإسلام



علمة مكتوب عليها خان العادل الأعظم ومن الطرف الثاني محمد رسول الله بعد إسلام المغول.




عملة سلجوقية عليها أحرف عربية


وهكذا نكون قد برهنا على أن الأبجدية العربية (الخط الكوفي) هي تطور الأحرف النبطية مع استعارة بعض الأحرف الأشورية والمندائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق